طباعة الصفحة

السبت، 9 مايو 2015

مقال أخصائي مركز مصادر التعلم بمدرسة المبرد للتعليم الأساسي

بالعلم والمعرفة ترقى الشعوب وتزدهر الحضارات ولا يتأتى ذلك للكل بل لمن سعى في توفير الأدوات اللازمة لذلك كالموارد البشرية المؤهلة الى جانب الدعم المالي واللوجستي والخدمي واخيرا توفير الأداة المهمة وهي المؤسسات العلمية المكتملة كالمؤسسات المعلوماتية بشتى أنواعها والأهتمام بالمعلومة والإبتكار وجعلها عنصرا ومحورا للتقدم والرقي.
وهنا سأتطرق إلى دورمؤسسات المعلومات في العصر التكنولوجي الذي زادت فيه المعلومات واصبحت المجتمعات مع ظهور الأنترنت وزيادة النشر العلمي متخمة بالمعلومات (info glut) لذلك كان لزاما على تلك المؤسسات ان تقوم بتوفير من يقوم بتنظيم ومعالجة هذه المعلومات التي كانت ولازالت العصب المحرك وخاصة في وقتنا الحالي أداة مهمة في رقي الشعوب وازدهار الحضارات وزيادرة الأنتاج والتنمية العلمية والمعرفية والاقتصادية ... اعزائي لايخفى عليكم لما لمؤسسات المعلومات من دور تعليمي وتثقيفي وبنائي للفرد والمجتمع فهي توفر المعلومة في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالقدر المناسب وبأساليب علمية مقننة ومتميزة واكبت التطورات التكنولوجية الهائلة في هذا العصر المتخم بالمعلومات وهو ماأطلق عليه البعض "الغرق المعلوماتي" "Information Overload " ف من هنا كان لابد من تأهيل الكفاءات البشرية للقيام بالمهمة العظيمة لخدمة البشرية وتنويرها فمنذ القدم تم تاهيل العاملين في هذه المؤسسات المعلوماتية بما يتواءم وذلك العصر وصولا الى عصرنا التكنولوجي الحاضر المتصف بالسرعة وتقليل الجهد واختصار المسافات...
لذا كان لابد للمؤسسات المعلوماتية ان تجعل الاستفادة من التكنولوجيا نصب عينيها لتعمل على تقديم خدمات معلوماتية متميزة مواكبة للعصر الحالي وجاذبة للفرد والمجتمع فتم تصميم الأنظمة المحوسبة وتم تأهيل العاملين بتلك المؤسسات المعلوماتية لأستخدام تلك الأنظمة في تقديم الخدمات وادخلت التكنولوجيا فاصبحت المؤسسات المعلوماتية مواكبة بنسبة كبيرة للطفرة التكنولوجية الهائلة فظهرت المكتبات الألكترونية والرقمية وقواعد البيانات والدوريات والكتب الألكترونية والتي ساهمت في زيادة النشر العلمي بصورة هائلة فزاد الإنتاج العلمي بصورة كبيرة ومع ظهور الويب 2 الذي يشير الى الجيل الثاني من الأنترنت والذي قد بدأ استعمال مصطلحه في عام 2004 من قبل دل دوجرتي وهو نائب رئيس مؤسسة أورلي ويشير هذا المصطلح الى مواقع الأنترنت التفاعلية والتي تسمح بالتشارك المعرفي بين افرادها وتتسم بالتفاعلية والحداثة والتجديد ومن الأمثلة عليها المدونات Blogs ومواقع التواصل الاجتماعي Social Networking مثل الفيسبوكfacebook وتويترtwitter والويكي wiki واليوتيوب youtube اضافة الى خدمة RSS وهي خدمة تسمح للمستفيد بالإطلاع على المعلومة فور وصولها للموقع , لاشك ان ظهور هذا النوع من الأنترنت (الويب 2) ساهم بشكل كبير في زيادة المعلومات والتشارك المعرقي وتبادل الأخبار والصور ومقاطع الفيديو بنفس اللحظة وبسرعة كبيرة بين الأفراد بصورة شيقة وجاذبة ، من هنا سعت مؤسسات المعلومات الى تقنين وتسهيل الوصول للمعلومة بتوفير الأداة البحثية المتقدمة كالمنطق البولياني والبحث المتقدم وتنويع وتعدد خيارات البحث عن المصادر... لعلنا فد تشعبنا في الجانب التكنولوجي لما له من اهمية في الوقت الحاضر كوسيلة جذب وتسهيل للمستفيد من هذه المؤسسات لجعلها تقوم بتقديم خدمات معلوماتية متميزة تساهم في رقي المجتمع وتزيد من وعيه وانتاجيته وهذا ماحدث بالفعل فتم تسخير كافة الجهود لذلك وهو مااسهم في زيادة الوعي المعلوماتي" Information Literacy " لدى مجتمع المستفيدين وساهم في محو الأمية المعلوماتية لديهم بنسبة كبيرة فالمجتمعات اليوم تقوم على اساس الأقتصاد المعرفي وهو مايعني تشارك المعرفة بين الأفراد وجعلها محركا اقتصاديا وحيويا في تقدم وتنمية المجتمعات فبات حتما على الدول من جعل المعلومة هي محور الأساس في التقدم والرقي وتهيئة الأرضية المناسبة لذلك والتشجيع على الأبتكارات والتعليم والاهتمام بالتكنولوجيا المعلوماتية وتهيئة البنية التحتية اللازمة لذلك واعداد الفراد الذين يمتلكون للمهارة المعلوماتية " Information Skills " والكفاءة المعلوماتية " Information Competency" ولعل خير دليل وبرهان على ماسبق هو مافعلته الشركات الكبرى في العالم مثل شركة مايكروسوفت التي جعلت المعلومة والإبتكار محط اهتمامها وهيئة الأرضية المناسبة لذلك فحصدت ثمار ذلك بزياة انتاجياتها وتفوقها بين قريناتها في ذات المجال وغيرها من الشركات مثل شركات الهواتف الذكية التي تضفي ميزة الحداثة والجذب والبساطة بجانب التشارك المعرفي المبتكر بكافة اشكاله - صورة , فيديو ,معلومة مكتوبة - بين الأفراد عبر البرامج والوسائط الأدوات المتطورة التي تتيحها وهناك العديد من الشركات التي تتنافس في طرح الهواتف الذكية على سبيل المثال لا الحصر Apple وSamsung و HTS و Sony و Huawei, وايضا هناك العديد من الدول التي اهتمت بالمعلوم وبزيادة الأنتاج العلمي ونشره بالعالم واهتمت بالتشارك المعرفي والإبتكار وبناء وتصميم مؤسسات المعلومات في كل مكان وهيأت البنية التحتية اللازمة لذلك ووظفت كل طاقاتها في هذا المجال فأضحت في أعلى المراتب وزادات انتاجياتها ونمت المعرفة بين أوساطها في المدارس والجامعات وغيرها وزاد الوعي والمعلوماتي لدى افرادها فزادت انتاجياتهم في أوطانهم ومتنت اقتصادياتهم بل وتحكموا في الأقتصاد العالمي وزاد عدد العلماء لديهم وتنوعت العلوم لديهم فرقت المجتمعات واصبحت الرفاهية والوعي العلمي وزيادة الأنتاجية والتقدم والرقي خصال لديهم ومضرب للمثل في تقدمهم الحضاري والعلمي والتكنولوجي مثل الولايات المتحدة المريكية والصين واليابان ودول الأتحاد الأوروبي وروسيا ونحن الآن نرى مدى تطور وتقدم هذه الدول ومدى الوعي المعلوماتي الذي يمتلكه افرادها ومؤسساتها بكافة اختصاصاتها والذي بدوره ساهم بشكل كبير من انتاجيتهم لتلك الدول معرفيا وعلميا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وسياسيا.
وخلاصة القول ان على الدول التي تطمح للرقي والتنمية المستدامة لأفرادها ومؤسساتها ان تولي الأهتمام بالمعرفة والمعلومات والتكنولوجيا الخاصة بها وتأهيل العنصر البشري القادر على التعامل مع هذا العصر المعرفي وكيفية توظيف المعلومة في تنمية الأوطان واستدامة تنميتها , لأن المعلومة هي عصب التطور ومحوره في هذا العصر الذي يقوم اقتصاده على التنمية المستدامة المعتمدة على المعرفة والمعلومة والإبتكار والتشارك المعرفي وتهيئة البنية التحتية لذلك من موارد بشرية ومؤسسات معلوماتية مزودة بكافة الاحتياجات التقنية والدعم المادي واللوجستي اضافة الى استثمار مستدام للعنصر البشري الذي هو الأساس للتنمية المستدامة وتوفير الأدوات اللازمة له .... (بتصرف)
انتهى ...
بقلمي المتواضع: اخوكم علي سالم البلوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق